الدولة الوطنية وهرم الانتماءات
ألقيت مؤخراً محاضرة بعنوان "الدولة الوطنية وهرم الانتماءات" ضمن فعاليات اليوم الوطني. وقد سعدت كثيراً بمدى تفاعل أعضاء هيئة التدريس وتعطشهم لمثل هذه المحاضرات التي تزيد الثقافة السياسية لديهم، بما ينعكس وبشكل إيجابي على انتمائهم الوطني. فالدولة الوطنية هي عبارة عن قطعة أرض معينة يعيش عليها شعب يتشارك ثقافة معينة وترأسه حكومة واضحة المعالم ومعترف به في النظام العالمي.
ومن هنا فإن القول إن الدولة الوطنية هي من اختراع الاستعمار بعد الحرب العالمية الثانية يعد قولاً غير صحيح. فلو عدنا إلى جذور الدولة الوطنية لرجعنا إلى العام 1648م الذي شهد معاهدة ويستفاليا التي أنهت بدورها حرب الثلاثين عاماً الطاحنة في أوروبا. وقد نتج عن هذه المعاهدة الكثير من النتائج منها أنه أرسى نظاماً جديداً في أوروبا الوسطى مبنياً على مبدأ سيادة الدول. كما طالب الدول في حالة حدوث أي نزاع في المستقبل بعدم تقديم المساعدة لأي طرف من أطراف النزاع. كما سمح بحرية الديانة بالنسبة للمذاهب النصرانية.
نقلاً عن الرياض